کد مطلب:239521 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:145

المأمون فی قفص الاتهام
و هكذا .. و بعد أن اتضحت الاسباب الحقیقیة للبیعة، و بعد أن عرفنا بعض الظروف و الملابسات، التی أحاطت بهذا الحدث الهام، فاننا نستطیع أن نضع المأمون، و نوایاه، و أهدافه، فی قفص الاتهام، و لا یمكن أن نصدق - بعد هذا - أبدا، أی ادعاء سطحی، یحاول أن یصور لنا حسن نیة المأمون من البیعة ، و سلامة طویته، و لا سیما و نحن نری كتابه للعباسیین فی بغداد فور وفاة الرضا، و كذلك سلوكه المشبوه مع الرضا (ع) من أول یوم طلب منه فیه الدخول فی هذا الأمر، و حتی الی ما بعد وفاته، كما سیأتی بیانه فی الفصول الآتیة .. و كذلك كتابه لعبدالله بن موسی المتقدم ..

و الأدهی من ذلك كله رسالته للسری، عامله علی مصر، التی « یخبره فیها بوفاة الرضا، و یأمره بأن تغسل المنابر، التی دعی علیها لعلی بن موسی، فغسلت .. » [1] .



[ صفحه 251]



و كذلك لا یمكن أن نصدق بحسن نیته بالنسبة لأی واحد من العلویین، الآخرین .. كما أشرنا الیه فی رسالته لعبدالله بن موسی، التی یذكر فیها : أنه راح یختلهم واحدا فواحدا .. و أیضا عندما نری أنه ینعهم من الدخول علیه، بعد وفاة الرضا، و یأخذهم بلبس السواد [2] بل و یأمر ولاته و أمراءه بملاحقتهم، و القضاء علیهم، كما سیأتی ..


[1] الولاة و القضاة للكندي ص 170.

[2] الكامل لابن الأثير، طبع دار الكتبا العربي ج 5 ص 204.